تضامنا مع الشعب الفلسطيني قدمت النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة والنقابة المغربية للفنانين المسرحيين المتحدين بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس ، والقناتين الأولى والثانية ، يوم السبت 11 فبراير 2012 على الساعة الثامنة ليلا بمسرح محمد الخامس ملحمة وطنية تحت عنوان « كلنا فلسطينيون » بحضور مجموعة من الفنانين والمسرحيين ورجال الصحافة والإعلام المغاربة والأجانب يتقدمهم سفيردولة فلسطين الدكتور أحمد حسن صبح رفقة واصف منصور المسؤول عن سفارة فلسطين سابقا .
وقد كانت هذه الملحمة إشارة لتذكير الضمير العربي والعالمي بمعاناة الشعب الفلسطيني ، والحصار اللإنساني الذي تعاني منه غزة الحبيبة من خلال حوارات ، وأشعار ، وأزجال ، وغناء و صور حية تبرز مأساة الشعب الفلسطيني وهمجية المغتصب الصهيوني المدجج بآليات القمع والدمار . وبصوت واحد التف الفنانون المغاربة في صف متحد وهم يصرخون على خشبة مسرح محمد الخامس : « كلنا فلسطينيون » ليثيروا مسألة بالغة الأهمية في عصرنا الراهن ألا وهي مسألة التزام الفنان ، والمثقف ، والمفكر ، بقضايا الشعوب وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني بطبيعة الحال .
ملحمة « كلنا فلسطينيون » ، إذن ، كانت مناسبة لمقاومة لعبة النسيان وطمس التاريخ والهوية لشعب اغتصبت أرضه وحضارته ، وفضح كل أشكال الصمت والخيانة .
يقول صوت الحق الذي شخصه الفنان والشاعر الزجال الناجي الميراني في هذا الصدد :
شدو عليه لَحْصار
دكو ألف مسمار
ف وطانو
وطفال صْغار
ترجم بْلحجار
من هو سمسار
من هم خانو
( ... )
من بْلاد المغرب
بْلاد لَحْرار
تجمعو لفنانة
نْسا ورْجال
من كل خيمة ودوار
من كل حارة ودار
تجمعنا اليوم
كْبار وصْغار
نحييو بالإشارة
أطفال الحجارة
ونغنيو بحرارة
فلسطين
فلسطين قلب الحضارة
لقد نجحت هذه الملحمة في تعرية الواقع الفلسطيني الصامد رغم جدار التركيع ، وحصار التجويع . ورغم صمت المجتمع الدولي وهيمنة الكبار استطاعت أغاني وأشعار الملحمة التي حلقت بالجمهور المتنوع الذي ملأ جنبات قاعة مسرح محمد الخامس إلى قلب القضية الأساسية في الصراع . ولقد تناولت ، أيضا ، « كلنا فلسطينيون » واقع الأطفال الفلسطينيين ، وعلى رأسهم الشهيد محمد جمال الذرة الذي وجه رسالة من جنة الخلد لجميع الشهداء ، وحثهم على وحدة الصف والتسابق لنيل الشهادة دفاعا عن أرضهم ، وعزة وكرامة الإنسان .
ولقد كان لأغنية المطربة فاطمة الزهراء العروسي تأثيرا كبيرا على الجمهور ، من خلال لحن مؤثر ، وصوت معبر :
بيوتنا لم تهدم
بيوتنا أقوى البيوت
شهيدنا لم يعدم
شهيدنا لايموت
الجميل ما في هذه الملحمة هو التحام جيلين : جيل الكبار ، وجيل الأطفال والشباب من مدرسة الشهداء وثانوية عبد الرحيم بوعبيد بنيابة سلا الذين شاركوا بدورهم في هذا العمل الوطني للتأشير على البعد الوطني والقومي ، وصيانة للذاكرة والتاريخ من النسيان واللامبالاة .
فهنيئا ، إذن ، لمسرحنا المغربي على هذه الالتفاتة لقضيتنا الكبرى فلسطين .
- بطاقة تعريف المسرحية :
العرض المسرحي : كلنا فلسطينيون
التأليف والإخراج : الدكتور مصطفى بغداد و الأستاذ ميراني الناجي
الألحان : شكيب العاصمي – ابراهيم بركات – ورئيس الجوق
الوطني عز الدين منتصر .
الغناء : محمود الإدريسي – ابراهيم بركات – لطيفة مريامة -
فاطمة الزهراء العروسي – نزهة الشعباوي – بشرى
خالد – فوزية مصطفى .
التشخيص : أنور الجندي – ميراني الناجي – فاطمة الزهراء
العروسي – زهور لمريني .